علاج العضة السامه
لم يخلق الله داء إلا ومعه الدواء ، هناك طرق مختلفة لعلاج لدغة الثعبان السام منها :
¨ العلاج الديني بالقرآن والسنة :
يعتمد العلاج الديني عـلى ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فيما يعرف بالرقي أو الرقية ، يقول سبحانه وتعالي في كتابه العزيز ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) ويقول عليه الصلاة والسلام :" خير الدواء القرآن " رواه ابن ماجه في الطب باب الاستشفاء بالقرآن .
أما الأحاديث الشريفـة التي وردت في هذا المجال فهي كثيرة منها حديث عائشة رضي الله عنها قالت :" رخص رسول الله صلي الله عليه وسلم في الرقية من الحية والعقرب " ، وعن جابر بن عبد الله يقول :" رخص النبي صلي الله عليه وسلم في رقية الحية لبني عمرو " ، ومن الرقية التي وردت أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك 7 مرات ، بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك .
¨العلاج الشعبي المتعارف عليه قديماً وحديثاً :
العلاج الشعبي هو عبارة عن تداوي بالأعشاب والمواد الطبيعية دون الـحاجة لأي مواد مصنعة ، وعرف العلاج الشعبي منذ آلاف السنين وناقلته الأجيال فيما بينها ، هذه المواد بعضها قد ثبتت فوائده أما ما تبقي فقد يكون لها بعض الأثر أو قد لا يكون ، ومن المواد التي ذكــرت في كتب التراث وكتب التداوي بالأعشاب التي تفيد في علاج أو تخفيف لدغة الثعبان السام ما يلي :
الثوم – الحبة السوداء – العسل – الكبريت – الصنوبر – الحنظل – الفجل – الكراث – البصل – الشعير – الخل – حب الرشاد .
¨ العلاج الطبي :
لا يعتمد العلاج الطبي على إعطاء المصل المضاد للملدوغ فحسب بل هو عملية معقدة تحتاج للكثير من الإجراءات التي من أهمها ضرورة معرفة نوع الثعبان لإعطاء المصـل المناسب لسميته وكذلك الإسعافات الأولية وصـحتها وحالة الشخص المصاب كسنه وقوته ومكان اللدغة ومدي تمرس الطبيب المعالج في هذه المجال وعلاج الأضرار الجانبية للملدوغ كعلاج الصدمة العصبية وعملية نقل الدم والصفائح الدموية وغير ذلـك من أمور تتبع الإجراءات العادية التي تعرف بلغة الطب بـ ABC .
الثعبان والانسان
علاقة الإنسان بالثعابين علاقة قديمة بدأت منذ خلق الله الأرض وما عليها فقد ورد في الكتب أن إبليس عندما اغوي سيـدنا أدم أدخله الثعبان ، كما إن الثعابين قدست لدي بعض الشعوب وخصوصاً البدائية حتى أصبحت آلهة ورسل وما إلى ذلك …
وقد دخلت الثعابين في حياة الإنسان في مجالات شتي منها الفلك وسيرة الـحضارات والديانات والعلاج ، والنواحي التجارية ، والصناعات وخصوصاً الصناعة الدوائــية والجلدية ، والسياحة ، والغذاء ، والشعر ، والفنون الجميلة ، والملابس حتى أصبحت الـثعابين موضة عام 2000 في دور الأزياء الكبرى ، وصناعة الأفلام وقد شاهد الكثيرين منا فيلـــم الأناكوندا وفيلم الكوبرا وأفلام العرب التي كان للثعابين دور أساسي فيها …
مجالات عدة يصعب حصرها جميعها تشير إلى إن علاقة الثعابين بالإنسان قويـة وأن الإنسان قد استفاد من الثعابين في كثير من الأمور ، ومن الطريــف إن نذكر فــي هذا المجال إن هناك من يعيشون على الثعابين لعل من أبسط الأمثلة على ذلك الحاوي الذي يراقص الكوبرا على أنغام موسيقاه ( مع العلم إن الثعابين لا تسمع ) لكنها أرزاق قسمت …
الثعبان والحيوان
غريب جداً ما نراه من خوف سائر الحيوانات من الثعابين حتى ولو كانت تراها لأول مرة ، وهي فطــرة وضعها الله في خلقه ، إن علاقة الثعابين بالحيـوانات الأخرى علاقة متبادلة نجد فيها الكثير من النوادر والطرائف فالطيور عند مهاجمة ثعبان لأعشاشها تصرخ وتشاركها بذلك كل الطيور المحيطة لها من نفس نوعها وكذلك القردة وعلى الرغم من ذلك ومع خوف معظم الكائنات الحية من الثعـابين إلا أن الله قد سخر عليها ما هو أقوي منها فهناك من الطيور والحيوانات من تفضل الثعابين في غذائها وتفضلها عن غيرها وتبحث عنها ، ومن الصعب تحديد جميع المخلوقات التي تتغذى على الثعابين إلا أننا يمكن إن نذكر بعض الأنواع التي منها :
¨ ابن عرس WEASELS .
¨ الغرير BADGERS .
¨ السرقاط SURICATES .
¨ الراكون RACCONS .
¨ النمس MONGOOSES .
¨ الحيوان المدرع ARMADILLOS .
¨ القنفذ HEDGEHOGS .
¨ البوم OWLS .
¨ الصقر الكاتب SECRETARY BIRD .
¨ الطائر الجواب ROAD RUNNERS .
¨ القطط بأنواعها CATS .
¨ الورل MONITOR .
¨ وحش جيلا GILAS MONSTER .
¨ الضفادع والعلاجم FROGS – TOADS .
¨ العنكبوت SPIDERS .
ومن اطرف ما في علاقة الثـعابين بالحيوانات الأخرى هو القدرة على التعايش مــع بعضهم البعض في جحر واحد فقد يعيش فأر مع ثعبان لا يشعر بالجوع ولكن هذا التعايش لا يلبث أن ينتهي بمجرد إحساس الثعبان بالجوع .
صيد الثعابين
صيد الثعابين متعة حقيقية ، ولكن الأمر لا يقتصر على انه متعة فبقدر تلك المتـعة هناك خطورة وصعوبة ، فالصياد لا بد إن يكون ذوت سمات خاصة وصفات يتحلى بها ومعلومات يعتمد عليها وخبرات يتوارثها ليصبح الأمر بعد ذلك يسير ، أما إن يكون صياداً بدون تلك الصفات فهو بذلك يلقي بنفسـه إلى التهلكة حتى وإن نجا مرات ومرات فلا يخلوا ذلك من خطر يتربص به قد يكــون هذا الخطر موته بسبب مخلوقات كهذه ، والصيد يحتاج بالإضافة إلى ما ذكر أدوات يستخدمها الصياد منها :
¨ عصا طويلة معقوفة من جهة بشكل نصف دائري .
¨ عصا متشعبة من جهة واحدة على شكل الحرف Y .
- أكياس جيدة للتهوية .
¨ ملاقط وماسكات .
¨ جاروف صغير .
¨ حذاء مناسب .
¨ كشاف قوي .
¨ قفازات ذات صفات خاصة .
¨ شبكة يدوية .
هذه الأدوات مهمة للصياد ولكل منها دوره في عملية الصيد ، ومع كل تلك الأدوات يجب التعامل مع الثعابين بحرص وبروية فلكل نوع من الثعابين سلوك ، ولكل نوع طريقة للتعامل معه والإمساك به ، أمور كثيرة يتحلى بها صائد الثعابين حتى يقي بذلك نفسه ويتجنب ما لا يحمد عقباه .
تربية الثعابين
ظهرت تربية الثعابين كهواية منذ عشرات السنين وبدأت بشكل علمي حيـث يجمع الدارسون والباحثين الثعابين لمتابعة سلوكها ثم بدأت بالانتشــار تدريجياً في أمريكا وأوروبا حتى أصبحت هذه الهواية محببة للكثيرين ، وتربية الثعابين هواية جميلة إلا أنها محفوفة بالمخاطر وتحتاج إلى الصبر والمعرفة لكثير من الأمور ، من هذه الأمور نذكر ما يلي :
¨ الأقفاص : عند الحاجة لأقفاص لتربية الثعابين هناك أسس يـجب الأخذ بها منها حجم الثعبان وحاجته لمساحة معينة ، والتهوية الجيدة مـع الأمان من عدم قدرة الثعبان على الخروج من القفص أو الصندوق ، وأن تكون الـمواد المستخدمة فيه غير مؤذية للثعبان المراد تربيته فيه .
¨ الفرش : الفرش مهم بالنسبـة للثعابين ، ومهما كان نوع الفرش المستخدم سواء الرمل أو الـورق أو نشارة الخشب فإن هناك أمور لا بد من التأكد منها مثل نظافتـــها وخلوها من الطفيليات والعوالق ، وعدم وجود أي مواد كيماوية بها ، والتأكد من خلوها من الأصباغ أو المواد التي قد تؤذي الثعبان .
¨ الديكورات : الديكـورات مهمة في أقفاص الثعابين فهي تعطي الثعبان الانطباع بأنه يعيش في بيئته ، ولكن هناك أسس لا بد من اتخاذها عند تجهيز الديكورات كأن تكون المواد المستخدمة مأمونة ، وان لا تكون صغيرة أو ضـيقة بحيث يصعب إخراج الثعبان منها ، وان لا تكون حادة .
¨ الحرارة : الثعابين مـن ذوات الدم البارد إذا فهي تفضل درجات حرارة متوسطة ليست مرتفعة جداً أو مـنخفضة جداً ، ومع ذلك فلكل نوع حاجته من الحرارة فثعابين الصحاري تختــلف عن ثعابين الغابات وبذلك لا بد من معرفــة نوع الثعبان المراد تربيته ومكان معيشته والحرارة المناسبة له .
¨ الرطوبة : تختلف بيـئات الثعابين فهناك ثعابين صحاري تقل نسبة الرطوبــة في بيئتها حتى تنعدم في بعض الأحيان وهناك ثعـابين بحيرات تصل نسبة الرطوبة في بيئتها لكثر من 70 % لذلك يجب معرفة حاجة الثعبـان للرطوبة ومن ثم تجهيز صندوق التربية بما يتناسب وحاجة الثعبان فالرطوبة الزائـدة أو الناقصة قد تمرض الثعبان وقد تقتله .
¨ الإضاءة : الإضاءة عامل هــام في تربية الثعابين لجعل الثعابين تحس بتعاقب الليل والنهار ، والإضاءة تعتمد على نوع الثعبان وحجم الصندوق ومكان تواجد الصندوق بحيث يمكن استـــخدام الإضاءة الطبيعية بدلاً من الإضاءة الكهربائية ، والإضـاءة تختلف من نوع لأخر فثعابين اللـيلية تحتـاج مثلاً لإضاءة تعرف بالنور الأسود وثعابين الصحاري تفضل اللمبات الحرارية .
¨ التغذية : من المهم في تـربية الثعابين تغذيتها بما يناسبها فهــناك ثعابين تتغذى على أشياء خاصة كالحلزون أو البيض بينما يتغذى معظمها على الطيور والحيوانـات الصغيرة ، ولا بد من توفير غذاء مناسب للثعبان على إن يكون هذا الغذاء من الأنواع التي يتغذى عليها الثعبان نظرا لأن بعض الثعابين تتأثر عندما تتغذى على غير ما تعودت عليه .
- المستلزمات الضرورية : هناك عدة مستلزمات لا بد من توفرها في صندوق التربية مثل صندوق الاختباء والأحجار والأشجار وأوعية الماء هذه المستلزمات توضع بحسب حاجة الثعبان لها .
¨ المتابعة والإشراف : عملية المتابعة مهمة جداً في التربية لمعرفة مدي التغيرات السلبية والإيجابية التي تطرأ على الثعبان ومحاولة تقليصها إن كانت التغيرات سلبية .
امراض الثعابين
الثعابين كغيرها من المخلوقات تصاب بالأمراض ، هذه الأمراض قد تكون طبيــعية ناتجة عن طفيليات أو ما أشبه ، وقد تكون ناتجة عن تأثيرات يسببها الإنسان كالتلوث أو تربية الثعابين في بيئات لا تناسبها مما يسبب لها العديد من الأمراض ، وفي هذا المجال نستطيع إن نلخص أمراض الثعابين التي تصيبها فيما يلي :
¨ الأمراض الفيروسية : لا يعرف الكثير عن هذه الأمراض أو مسبــباتها أو تأثيراتها إلا أنه يمكن معالجتها بواسطة الجراحة أو بالأشعة تحت الحمراء ، والمحافظة على نظافة الثعبان ومتابعته .
¨ الأمراض السلوكية : لا تعتبر مرضاً بالمعني المتعارف علـيه إلا أنها قد تتسبب في أضرار جانبية ، هذه الأمراض يمكن معالجتها بمعرفة المسببات المؤدية لذلك والتخلص بمنها .
¨ الأمراض الفطرية : تعيش بعض الفطريات على الحيوانات ومنها الثعابين وتنتشر بسرعة في حالة توفر البيئة المناسبة لتكاثره ، هذه الأمراض يمكن التخلص منها بمعرفة نوعها ومعالجته بالمراهم المقاومة ، وعزل الثعبان المريض ووضعه في بيئة جافة نظيفة ، مع تطهير مكان الإصابة بصورة منتظمة ، وللحالات الصعبة يمكن إن تستخدم المضادات الحيوية .
¨ الديدان : هناك ديدان طفيلية تعيش على أجهزة الحيوانات ومن ضمنها الثعابين ويمكن علاجها بمعرفة أنواعها واستخدام الدواء المناسب للتخلص منها .
¨ الأمراض البكتيرية : الأمراض البكتيرية كثيرة وتأثيراتها منوعة ، والبكتيريا عموماً غير ضارة وغير مؤثرة إلا لو زادت عن حدها ، هذه الأمراض يمكن معالجتها بمعرفة نوع البكتيريا والعلاج المناسب للتخلص منها .
¨ التشوهات الخلقية : كما هو الحال في الإنسان تصاب الحيوانات أو تحدث حالات من التشوهات الخلقية التي قد تكون ناتجة عن وجود ملوثات أو قد تكون طبيعية ، من هذه التشوهات ولادة ثعبان برأسين أو بعين واحدة أو بألوان مختلفة عن فصيلته أو بموجود تشوهات بالجسم ، ومن الصعب جداً معالجة هذه الحالات نظراً لأن الثعابين التي تولد بتلك التشوهات لا تعيش كثيراً .
¨ أمراض العيون : قد تصاب عيون الثعابين بأمراض منها التقرحات والتصاق جزء من الثوب ووجود إفرازات وما إلى ذلك ، هذه الأمراض منها ما يمكن علاجه والأخر يحتاج إلى عمليات جراحية .
¨ التمزقات والجروح : قد تصاب الثعابين بأي جرح أو تمزق في جلدها نتيجة أدوات حادة أو نتيجة معركة مع أحد الحيوانـات ، هذه الجروح يمكن التعامل معها بحسب حالتها بحيث تخاط لو كانت كبيرة وتعقم .
¨ أمراض الجهاز الهضمي : تصاب الثعابين بأمراض في الجهاز الهضمي نتيجة بيئة غير مناسبة أو غذاء تالف التهمه الثعبان ، وهي حالات تسبب الكثير من المشاكل للثعابين وقد تميتها ، ولا بد من معرفة الضرر الذي لحق بالثعبان ثم معالجته بالأدوية وحمامات الماء الساخنة .
وهناك أمراض أخري كثيرة قد تصاب بها الثعابين منها : الطفيليات – إصابة الجهاز التنفسي – تأكل مقدمة الفم – عفونة الفم – النقرس – أمراض الجلد – أمراض العظام – التشحم – تدلي الأمعاء – قشرة البيضة – الأورام – استسقاء الأنسجة – زيادة الفيتامينات – العلقة – الدرن والسل – السوس – القراد – الدودة الشريطية – الاميبا – التهابات الغشاء المعدي والأمعاء – لزوجة اللعاب – مشاكل الانسلاخ – دودة اللسان – الجدري – الحروق .
الثعابين في القران والسنه:
ورد ذكر الثعابين في القرآن الكريم والسنة النبوية ، ففي القرآن الكريم ورد ذكرها ضمن تصنـيف طريقة مشي الكائنات الحية يقول سبحانه وتعالي ( والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي علي بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع ، يخلق الله ما يشاء ، إن الله علي كل شئ قدير ) سورة النور .
كما ورد ذكر الحية والثعبان في عدة آيات يقول تعالي ( فألقاها فإذا هي حية تسعي ) ويقول تعالي ( فألقي عصاه فإذا هي ثعبان مبين ).
أما الأحاديث فقد ورد فـيها ذكر الثعابين بشكل مفصل ضمن مواضيع مختلفــة مثل الحذر منها حيث ورد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :" اتقوا ذات الطفيتين والأبتر " ، والأمر بقتل الحيات فقد ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلــي الله عليه وسلم :" من قتل حية فله سبع حسنات ومن قتل وزغاً فله حسنة ، ومن ترك حية مخافة عاقبتها فليس منا " ، وفي أجر الملدوغ إذا لدغته حية حيث ورد عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلي اللـه عليه وسلم قال :" من فصل في سبيل الله فمات أو قتل فهو شهيد ، أو وقصه فرسه أو بعيره أو لدغته هامة أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله مات فإنه شهيد وإن له الجنة " .، وفي بيان العذاب وتمثيل بعض طرق العذاب بالثعابين فقد ورد عن عبد الله بن الحارث بن جزاء الزبيدي رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" إن في النار حيات كأمثال أعناق البخت تلسع إحداهن اللسعة فيجد حرها سبعين خريفاً ، وإن في النار عقارب كأمثال البغال الموكفة تلسع إحداهن اللسعة فيجد حموتها أربعين سنة ) …
الثعابين في التراث العربي
ورد ذكر الثعابين في كتـب التراث سواء العربية منها أو غير العربية فمعظم الكتابات قديماً وحديثاً كتبت عن الثعابين سواء في صفاتها أو أشكالها أو غدرها وتطبع بعض الناس بطباعها ، وقيل في ذلك الحكم والأمثال ، ونسجت الروايات والحكايات ، وأفردت لها مصطلحات تدل عليـــها أو على بعض خصائصها ، ففي الأمثال التي كان الثعبان أساسها نذكر ما يلي :
¨ أبصر من حية .
¨ أطول ذماء من الأفعى .
¨ اظلم من حية .
¨ اللي أتقرص من الحية يخاف من الحبل ( مثل دارج ) .
¨ فلان حية الوادي .
¨ الملدوغ يخشى جرة الحبل ( مثل دارج ).
¨ كن مستعداً للموت إذا رغبت في مساعدة الحية .
¨ سم الأفعى علاجها .
¨ لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين .
¨ من سار على الأفاعي لم يجد إلا العض ( مثل عالمي ) .
¨ الحية تبدل الحليب سماً ( مثل عالمي ) .
¨ عندما يموت الثعبان يموت معه السم ( مثل عالمي ) .
أما الحكم التي قيلت في هذا المجال فهي كثيرة ولكننا نذكر منها ما يلي :
¨ قيل : والذي يستخرج السم من ناب الحية ليجربه جان على نفسه ، فليس الذنب للحية ، ومن دخل على الأسد في غابته لم يأمن من وثبته .
¨ وقيل : مصاحب العدو كمصاحب الحية يحملها في كمه ، والعاقل لا يستأنس إلى العدو الأريب .
¨ وقيل : المفسد بين الأخوان والأصحاب كالحية يربيها الرجل ويطعمها ويمسحها ويكرمها ثم لا يكون له منها غير اللدغ .
¨ وقيل : القدر هو الذي يسلب الأسد قوته وشدته ويدخله القبر ، وهو الذي يحمل الرجل الضعيف علي ظهر الفيل الهائج ، وهو الذي يسلط علي الحية ذات الحمة من ينزع حمتها ويلعب بها ، وهو الذي يجعل العاجز حازماً .
أما من أطرف القصص التي تروي في هذا المجال أن هناك حطاب فقير لديه ابن رضيع وكان للحـطاب أبن عرس في المنزل يأكل الحشرات وخشاش الأرض ، كان الحطـاب يخرج للعمل تاركاً ابنه الرضيع في حماية أبن عرس ، وتمضي الأيام علي ذلك ، وفي أحد الأيام عاد الحطاب ليجد ابن عـرس في استقباله وفمه ملطخاً بالدماء فأعتقد أن ابن عرس قد أكل ولده أو أذاه فعالجه بضربة على أم رأسه من فأسه قتلته ، ودخل إلى المنزل مذعوراً على ابنه الذي وجده سليماً وبجواره ثعبان ميت كان ابن عرس قد قتله ، هذه الحكاية وردت لنعرف أن التفكر ضروري قبل التصرف وان ندرك أن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة ، وان نحكم ببواطن الأمور .
الثعابين والخرافات
كثيراً ما نسمع عن ثعابـين تطير وأخرى تبخ السم في الزير وأخري لها جوهرة ورابعة لها عيون ظاهرة ، ثعابين تخرج السم من لسانها المشقوق وأخري تهاجم الرعيان من فوق …
كثيرة هي الأقاويل ولكن هل لكـل ما نسمع دليل أو أي أساس من الصحة أم إن ذلك مجرد كلام للتخويف منها والابتعاد عنها ، فالخوف فطرة فطرنا عليها وخصوصاً من الثعابين ، لكننا الآن نعيش في عصر العلم فلا بد إن نعرف الحـقيقة من الخيال ومدي إمكانية حصول الشيء أو أن حـصوله أمر محال ، هنا نسرد بعض ما قيل وهو خطأ أكيد وعن الحقيقة جد بعيد :
¨ السنة الأفاعي سوداء ، والسنة الحيات حمراء .
¨ أن هناك ثعابين بشعر أو ريش .
¨ إن هناك ثعابين تطير .
¨ أن هناك ثعبان بجوهرة .
¨ إن الحية هي الأنثى والثعبان هو الذكر .
¨ أن لكل بيت حارس من الثعابين .
¨ أن هناك ثعابين تصدر أصواتاً صارخة .
¨ إن العصافير تجلب الحيات إلى البيوت .
¨ إن التكحل بذيل الثعبان يقوي النظر .
¨ أن الثعابين تبخ السم في زير الماء لتقتل أهل الدار .
¨ أن الثعابين تأكل البطيخ .
¨ أن الثعابين لو قطعت أجسامها فإنها تعيش .
¨ أن الثعابين غادرة .
¨ أن الثعابين نحس عند مشاهدتها .
¨ أن نظرة الثعابين تجمد من أمامها .
¨ إن هناك ثعبان يلدغ من ثلاثة جهات .
¨ أن عظام الثعابين السامة سامة .
¨ أن هناك ثعابين تشرب الحليب .
الثعابين في الاحلام
للثعابين دور في أحـلام الإنسان ، فكل ما يحلم الإنسان يفسر على أساس انه جزء من الواقع الذي يعيشه ، وتنبؤات قد تتحقق ، وقد فسرت رؤية الثعبان في المنام على الأرجح أنها عدو ، إلا أن للــثعبـــان في الأحلام تفسيرات عدة منها : الحية في المنام تعبر عن أشياء كثيرة فهي عدو ، ودولة ، وحياة ، وسيل ، وولد ، و امرأة …
كما إن اللون الذي نراه مهم جداً في تفسير هذه الأحلام فاللون الأسود عادة ما يكون عدو أو ما شابه ذلك والألوان الخضراء تعني حدوث مطر أو ظهور سيل أو خير
إن رؤية الثعابين في الأحلام وتفسير تلك الأحلام يعتمد على ما تم رؤيته في المنام فلا يمكن تفسير الحلم إلا إذا عرفنا هيئة الثعبان ولونه وما قام به الثعبان والشخص صاحب الحلم حتى يمكن تفسير ذلك بكل دقة وموضعية
فمثلاً من رأي أنه قتل حية علـى فراشه ماتت امرأته ، ومن رأي امرأته حاملاً ووضعت حيـة أتاه ولد عاق ، ومن رأي حية ميتة فإنه عدو وقد كفاه الله شره ، ومن عضته حية فورم موضع العضة نال مالاً لأن السم مال والورم زيادة فيه ، ومن رأي أنه أكل لحم حية مطبوخاً نال مال عدوه ، ومن أكله نيئاً اغتاب عدوه ، ومن رأي حية نزلت من مكـان عال فإن ذلك يعني موت رئيس ذلك المكان ، ومن رأي حية ابتلعته فإنه ينال سلطاناً أو جاه ، ومن رأي كأنه يتخطى الحيات ولا تنهشه فإنه يأمن من أعدائه وغن كان مسجوناً خرج من سجنه .
الثعابين والجن
ورد ذكر الثعابين وكونها ضرب من ضروب الجن والشياطين في كثير من القصص والحكايات ، كمــا ورد في ذلك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل عليها وعلى ضرورة الحذر منها حيث روي عن أبي الدرداء أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :" خلق الله تعالي الجن ثلاثة أصنــاف : صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض ، وصنف كالريح في الهواء ، وصنف عليهم الحساب والعقاب " ، وقد ذكر إن الجن تتشكل على هيئة الحيوانات عــامة ومنها الثعابين ، كما إن الشياطين يتشكلون على صور الحيات ، وان الحية البيضاء من الجن والسوداء من الشياطين نظراً لأن السواد اجمع للقوي الشيطانية من غيره وفيه قوة الحرارة …
¨ جنان البيوت وما ورد في النهي عن قتلها دون تحريج : روي أبو لبابة أن رسول اللـــه صلي الله عليه وسلم نهي عن قتل الجنان التي تكون في البيوت إلا الأبتر وذا الطفيتين ، فإنهما اللذان يخطفان البصر ، ويتبعان ما في بطون النساء .
¨ فيما ذكر عن الجن وتشكلهم بالحيات والثعابين : عن جابر بن عبد الله قال : بين أنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم يمشي إذ جاءت حية فقامت إلى جنبه فأدنت فاها من أذنه وكأنها تناجيه أو نحو هذا ، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" نعم " فانصرفت ، قال جابر : فسألته فأخبرني أنه رجل من الجن وانه قال : مر أمتك لا يستنجوا بالروث ولا بالرمة فإن الله جعل لنا في ذلك رزقاً .
وقد وردت العديد من القـصص والروايات التي تشير إلى أن الجن يتشكلون بالثعابين من هذه القصص ما ذكر عن أبي إسحاق أن أناسا من أصحاب النبي صلي الله عليه وسـلم كانوا في طريق لهم ، وإذا حيتين اقتتلتا ، فقتلت أحدهما الأخرى فعجبوا من طيب ريحها وحسنها ، فقام بعضهم بلفها في خرقة ثم دفنها ، فإذا بقوم يقولون : السلام عليكم .. السلام عليكم – لا يرونهم – إنكم دفنتم عمراً ، إن مسلمينا وكفارنا اقتتلوا فقتل المسلم الذي دفنتم وهو من الرهط الذين اسلموا مع النبي صلي الله عليه وسلم .
في ختام هذا الموضوع قررت ان انقل لكم بعض صور الثعابين ارجو ان تنال اعجابكم