منتديات تو زوو متخصصون في عالم الحيوان وتربية
المخلوقات الجميلة ويضم منتدانا أكبر وأروع تجمع لهواة تربية الحيوانات والطيور
والأسماك والأحياء المائية والزواحف والبرمائيات ولمتابعي تحركات الحشرات
والمفصليات ولمحبي الزراعة والعناية بالنباتات كما نوفر لكم من خلال سوق تو زوو
الالكتروني الكبير عرض سلعكم بالمجان وبعد ذلك كله تستريحون في استراحة الهواة
متمنين لكم طيب الاقامة لدينا
تتعدد أساليب التدريب للببغاوات, وللحيوانات بصفة عامة, وتتشكل بحسب نوع الفصيلة أو البعد الجغرافي, أو حتى بحسب ثقافة المربي نفسه.
ولكن في المجمل يعتمد المربي أينما كان, ومهما كانت لغته, أو فئته العمرية, على التدريب بالتحفيز والإستجابة.
ًًًًًًًًًًًً
ًًًًًًً
ًًًً
من هنا انطلق عالم النفس إبراهام ماسلو في إنشاء نظريته عن سلم الحاجات لدى الإنسان في كتاب الشخصية والدافعية.
وقد لاقت هذه النظرية انتشاراً واسعاً, حتى أذكر انني درستها في الجامعة في أكثر من 6 مناهج, ناهيك عن التلميح لها في مناهج أخرى.
نظرية ماسلو مخصصة للإنسان, ولكنها أيضاَ تنطبق بشكل عام على الحيوانات والطيور, وقد استغرقت كثيراً في تطبيقها على الببغاوات حتى أخرج بهذا الموضوع.
وسأبدأ في شرحها على الببغاوات, ومستعيناً بأمثلة من وقائع التربية, على إيقاعات ابراهام ماسلو.
ًًًًًًًًًًًً
ًًًًًًً
ًًًً
حسب مفهوم ماسلو, فإن الإنسان لا يقوم بأي فعل إلا بهدف إشباع حاجة ناقصة لديه, وهذه هي الحاجات الأساسية, وتكون مرتبة ترتيباً متسلسلاً.
مثل العمل من أجل الطعام أولاً إلى أن يتم تحقيق هذه الغاية, ثم العمل من أجل الأمن, ثم العمل من أجل الجنس والتكاثر, وهكذا.
وبعد تحقيق إشباع حاجات النقص, يعمل بهدف إشباع الإحتياج التنموي, مثل الشعور بالمكانة الإجتماعية, أو تحقيق الذات من خلال العمل على الإنجازات.
ًًًًًًًًًًًً
ًًًًًًً
ًًًً
وهذه الدوافع تجدها بشكل أو بآخر لدى الببغاء ولكن يختلف ترتيبها حسب النوع.
فعندما نسمع الببغاء الإفريقي يصرخ بصوت عال, وهو ما يطلق عليه (تجعير) نجده يبحث عن تحقيق الأمان.
وعندما يقوم بالعض, نجده يبحث عن الحماية, ولكنه لا يبحث عن الطعام في هذه الحالة إذا كان الببغاء الرمادي لم يحقق شعوره بالأمان.
بل أن بعض الببغاوات قد تقوم بمهاجمة الطعام عندما تمد يدك به إليها, ورميه بعد توجيه بعض العضات القوية, التي توحي بشعورها بالخوف, حتى ولو كانت جائعة.
وذلك لأن ترتيب الأولويات لديه تضع الأمن والحماية في مقدمة سلم الإحتياجات في ذلك الحين.
وقد تكون على حساب الطعام لديه اذا كانت حاجة الأمان لديه كبيرة جداً, إلى درجة قد تضر الطائر.
والببغاء لا ينتقل إلى السعي وراء تحقيق إشباع حاجة الطعام إلا بعد تحقيق على الأقل الحد الأدنى من الأمان.
فمثلاُ لو كان لديك ببغاء غير مروض, تجده يصرخ ويحاول الهرب إلى أبعد نقطة ممكنة, ولا يأكل بالقرب منك حتى لو شعر بالجوع الشديد.
ولكن لو استطعت توفير الأمان له وترويضه, تجده لا يمانع في تناول الطعام أمامك, بل ويستجديك لإطعامه.
لأنه انتقل من البحث عن الأمان إلى البحث عن الطعام.
ثم بعد ذلك يبدأ في البحث عن إشباع العلاقة الإجتماعية بينه وبينك, فيبدأ في التقرب منك والسماح لك بالإقتراب منه والمسح على رأسه, والإستمتاع بذلك.
هذه العلاقة لن تحصل عليها إلا بعد إشباع حاجة الأمان لدى الببغاء خصوصاً الرمادي, الذي يحمل جينات تجعل منه أكثر الببغاوات توتراُ وخوفاً وطلباً للأمان.
أما لو نظرنا إلى ببغاء آخر مثل الأمازونيات مثلاً, نجدها تختلف في ترتيب الأولويات.
فجيناتها لا تجعل الأمان من أولى اهتماماتها, بل الطعام , والصحبة أولاً.
فلو حققت للببغاء الأمازوني الأمان الغذائي, عندها تنفتح لك أبواب العلاقة بينك وبينه, وتتاح لك فرص تطوير الثقة والتدريب الذي تسعى إليه.
ولكن هذا لا يعني عدم وجود حاجة الأمان, بل هي موجودة بشكل طبيعي في كل الحيوانات وحتى البشر, ولكنها تتفاوت حدة هذه الحاجة من نوع إلى آخر.
ًًًًًًًًًًًً
ًًًًًًً
ًًًً
وأيضاً من أهم الإحتياجات لدى الأمازونيات بجانب الطعام, هي الحاجات الإجتماعية, فالببغاء الامازوني يعمل على محاكاة صاحبه.
وهو مثل الجنس اللطيف في حساسيتهن تجاه الإهتمام, حتى أنه في حالات كثيرة, يكون قد شبع من الطعام, ولكن عندما يراك تأكل وتقوم بتقديم قطعة صغيرة له, تجده يتحمس كثيراً
ويحاول الأكل وإظهار الفرح والحماس, رغم شبعه.
كل هذا لأن الحاجات الإجتماعية لديه تقع في مقدمات هرم الإحتياجات, بجانب الطعام, وحسب درجة, وشخصية, وعمر الببغاء الأمازوني.
ًًًًًًًًًًًً
ًًًًًًً
ًًًً
وتجدر الإشارة إلى أن سلم الإحتياجات يختلف من طائر إلى طائر ومن ببغاء إلى ببغاء, بحسب تاريخه, ومواقفه, وبحسب العوامل الديموغرافيه إن صح التعبير.
لذلك يجب عليك العمل على فهم ترتيب سلم احتياجات ببغائك, حتى تستطيع الوصول إلى مرادك.
فلو كان مراد المربي, هو الإنتاج, فيجب عليه ترتيب سلم الإحتياجات كما في النموذج التالي في حالة الببغاء الرمادي:
السلم الأول: الحاجة إلى الأمان (توفير المسكن الآمن, وإستحداث مخارج للهرب, وزوايا لتوفير الحماية عند الحاجة إليها)
السلم الثاني: الحاجة إلى الغذاء, (توفير الغذاء المناسب, بالكمية المناسبة, والنوع المناسب)
السلم الثالث: الحاجة إلى الإنتماء, (توفير الطرف الثاني بشكل مناسب, بحيث يعم التآلف بين الزوجين)
ملخص النظرية: هي أن الببغاء مجبول على إشباع الحاجة الأولى لديه, لينتقل إلى إشباع الحاجة التالية, وهكذا.
لذلك لا تنتظر من ببغائك تمثيل بعض الحركات التدريبية مثل رفع الرجل للسلام, بدون أن تكون قد أشبعت الحاجات الأولية لديه.
فابدأ في إشباع الحاجة الحالية "بعد التعرف عليها" لببغائك ليسمح لك بالإنتقال إلى المستوى الآخر,,
ًًًًًًًًًًًً
ًًًًًًً
ًًًً
وفي ما يلي نموذج هرم الحاجات للببغاء من بداية خروجه من البيضة إلى ما بعد التدريب:
السلم الأول: الحاجة إلى الغذاء, (يأتي الغذاء في المرتبة الأولى لصغار الحيوانات بصفة عامة وكذلك الحال في الببغاوات).
السلم الثاني: الحاجة إلى الرعاية, والدفئ, (وهي حاجة ضرورية في الأيام الأولى من عمر الببغاء, لأنها مرحلة بناء داخلي للخلايا, يقضيها الصغير في النوم)
السلم الثالث: الحاجة إلى المعرفة, (وهي محاولة اكتساب المعرفة من الوالدين, أو من المربي, وتقليده في أصواته, أو حركاته, ومحاولة فهمه لك)
السلم الرابع: الحاجة إلى الصحبة, (لأن الببغاء إجتاز الدرجات السابقة بنجاح, فهو الآن يعتبرك من عائلته ولا يستغني عن صحبتك)
السلم الأول, هو سلم مستمر طول الحياة, ولا ينتهي إلا بإنتهاء حياة الطائر.
ًًًًًًًًًًًًًًًًً
السلم الثاني, هو سلم مؤقت, مرتبط بمرحلة عمرية معينة, تنقطع بإعتماد الطائر على نفسه, وهو سلم توثيق العلاقة وتأسيسها.
ًًًًًًًًًًًًًًًًً
السلم الثالث, هو سلم مستمر متدرج, حيث يبدأ بأهمية عالية, ثم تنخفض هذه الأهمية مع مرور الوقت وزيادة عمر الببغاء, وهو سلم التدريب.
ًًًًًًًًًًًًًًًًً
السلم الرابع, هو سلم مستمر متفاوت, يظهر ويختفي بحسب العوامل المؤثرة في البيئة المحيطة للببغاء, وهو السلم الذي يقوم الببغاء بتطبيق ما تعلمه من السلم الثالث.
وبتطبيق ما سبق من تحليل لسلوكيات الطيور, أرفق لكم هذه المقاطع التي هي نتيجة بسيطة من النتائج المذهلة التي حصلت عليها بفضل الله ثم بفضل نظرية ماسلو للإحتياجات.
هذا مقطع جديد للكلام
وفي الأخير أحب أن أنوه على أن جميع صور الطيور التي في الموضوع هي من تصويري لطيوري, وكذلك النماذج من تصميمي.
وكل مافي الموضوع من تحرير وتحليل وكتابة هو نتاج من بنات أفكاري الخاصة, التي بدأت في توثيقها منذ عدة أشهر.
ولولا خشيت عليكم بالإطالة لاستطردت في سرد الدلائل والنظريات, وتطبيعها التطبيع الملائم, ولكني أكتفي حالياً بما سبق.