الخيل العربي اللأصيل
يمكن القول بما لا يدع مجالا للشك أن الجواد العربي يحتل المركز الأول بين كل أجناس الخيل العالمية، وهو أكثرها أصالة، وأن كل ما تمتاز به الجياد الأخرى ذات الصفات الجيدة والدم الأصيل والقدرة على التحمل والسرعة والشكل الخارجي المتناسق، إنما تدين به إلى الجواد العربي الأصيل، وهذا ينطبق على جياد أوروبا وعلى تلك الموجودة في الشرق بشكل عام.
ولقد خشي العرب من أن يدخل إلى الخيل العربية أية هجنة أو صفة سيئة بتزاوجها مع فحول وإناث غير معروفة النسب.
فالشكل الظاهري المميز إن استمر توالده خلال عدة أجيال وعلى امتداد عدة قرون فهو يدل على مكنون وراثي ثمين خال من الهجنة في هذا النوع مما يؤدي إلى صفاء عرقي لا مثيل له.
ولقد قسم العرب أنسابها بحسب مواصفاتها فكانت كما ذكرها ابن البدر البيطار في كتاب (كامل الصناعتين) عشرة أنساب هي:
(أولها الحجازي وهو أشرفها، والنجدي وهو أيمنها، واليمني وهو أصبرها، والشامي وهو ألونها، والجزيري وهو أحسنها، والبرقي وهو أخشنها، والمصري وهو أفرهها، والخفاجي وهو آصلها، والمغربي وهو أنسلها والأفرنجي وهو أفشلها).
وما النتيجة التي وصلت إليها الخيل العربية من تقدير وثناء على صفاتها من قبل الغربيين إلا حصيلة جهود متواصلة قام بها العرب في اختيار الصفات المثلى لخيلهم وحسن تزويجها ورعاية تناسلها بما يتناسب مع طبيعة هذه الخيول في السرعة والمناورة والسبق عبر قرون طويلة وأجيال متلاحقة وعلى امتداد الأرض العربية من مشرقها إلى مغربها.
فالخيل الموجودة في نجد ما هي إلا من أصل الخيل العربية، وهي متناسبة الأعضاء وآذانها قصيرة متحركة وعظامها ثقيلة ولكنها رقيقة وهي ذات وجه ضعيف وأنف كبير وعنق طويل وصدر ناتيء وكفل مستدير وشعر رقيق وذنب ثخين عند مغرزه ومنتشر عند طرفه وهي حمسة ركاضة قادرة على احتمال المشاق والمتاعب والحر والبرد.
أما الخيل المصرية، فهي خليط من جميع الأجناس التي سبقت بالحروب إلى وادي النيل، وهي معتدلة القد، عريضة، مستديرة قليلاً ذات رؤوس مستديرة الجهات، وعيون صغيرة وأنوف منحدرة النهاية وارنبات مفرطحة وصدور متسعة واكفال مائلة، والظاهر من الآثار المصرية أن الخيل لم يكن معروفا بها قبل الدولة الثانية عشرة.
أما الخيل الفارسية: قريبة جدا من الخيل العربية على أن رأسها أصغر وكفلها أحسن تركيبا وكذلك العنق، وبالجملة هي أجمل من العربية، ولكنها أقل قوة منها وغير قادرة على الركض لمسافات طويلة.
الخيل الشركسية: من أصلين أحدهما عام يشابه كثيرا الخيل التركمانية والآخر كريم أصيل اسمه (شلوخ).
ويعرف أصلها بعلامة في فخذها، وكان يقاصون بالقتل كل من وضع هذه العلامة على فرس من أصل آخر، وتفوق غيرها بالجمال أكثر مما تفوقه بالقوة والركض.
الخيل التركمانية: ليست متناسبة الأعضاء كخيل العرب المذكورة، فإنها ذات رأس كبير جداً وقوائم متجاوزة الحدود في الطول، وهي ركاضة قوية قادرة على احتمال التعب.
الخيل الأسبانية: في المرتبة الثانية بعد خيل العرب وخيل الغرب، أي شمال أفريقيا، وهي كثيرة الأصول منها الأندلسية وهي موافقة جدا للفرسان الخفاف، والغرناطية وهي قريبة منها، والأكذرية ولا تبلغ أشدها إلا في 8 سنوات، والركوب مرغوب فيها جدا وتباع بأثمان غالية، والنوارية وهي معتدلة العلو أو صغيرة قوية جدا وركاضة.
الخيل الإيطالية: لقد كان في إيطاليا خيل جميلة كريمة وممتازة على أنها اختلطت بخيل أخرى فانحطت كثيراً.
الخيل الإنجليزية: جميلة جدا وسريعة الركض وتشبه كثيراً العربية فإنها من نسلها ونسل النورمندية، ولكنها أقل جمالاً من خيول شمالي إفريقيا فإنها ذات رؤوس أقوى وأجسام أطول وأضخم وآذان أكبر وحمية شديدة جداً وشجاعة لا تؤخذ بالسباق، على أنها ليست بكاملة من جهة اللطف والظرف.
الخيل الأرمنية: هي أجمل قليلاً من الفارسية وأقوى منها.
الخيل الفرنسية: وأجملها خيل نورمانديا، وتصلح لجر العجلات، وخيل ليموزين أوفقها للركوب، وخيل كوتنتين كبيرة جدا وجميلة وموافقة لجر المركبات.
الخيل التترية: خفيفة الجسم قليلة الظرف والظاهر أنها من نسل الخيل العربية وتتميز بقوتها وسرعة ركضها.
|